وسط تبادل للاتهامات بين أنصار البوصيري وشفيق..صراع الأجنحة داخل الاتحاد الاشتراكي بفاس يخرج للعلن

يبدو أن ما كان يقال همسا في الصالونات المغلقة التي تجمع مناضلي ومنتسبي الاتحاد الاشتراكي بفاس حول توتر العلاقة بين برلماني الحزب عبد القادر البوصيري والقيادة الإقليمية، قد أصبح أمرا واقعا وخرج للعلن بعدما أصبحت صفحات منصات التواصل الاجتماعي ساحة تراشقات بين أنصار البوصيري والكاتب الإقليمي للاتحاد الاشتراكي جواد شفيق
.
وشن أنصار البرلماني ونائب عمدة فاس عبد القادر البوصيري حملة شرسة على المنسق الإقليمي للحزب وأحد القيادات الاتحادية التاريخية جواد شفيق، متهمين إياه بعرقلة عمل البوصيري خوفا من نجاحه، وعدم تقديم الدعم له في الملفات التي تواجهه مؤخرا سواء المتعلقة بإغلاق الحدود في وجهه أو الدعوى القضائية التي رفعها ضده الوالي سعيد زنيبر أمام القضاء الإداري بسبب ارتكابه تجاوزات في منح رخصة لإحدى الشركات لإنشاء ملاعب للقرب.

ومن جهتهم رد أنصار جواد شفيق على هذه الاتهامات، باتهام البوصيري بمحاولة توريط الحزب في فضائحه الشخصية التي ارتكبها بسبب سوء استغلال مناصبه الانتدابية التي فاز بها باسم الاتحاد الاشتراكي معتبرين أن توالي فضائح البوصيري وهفواته يؤثر على صورة الحزب الذي عرف خلال آخر انتخابات عودة قوية للساحة السياسية بالحاضرة الإدريسية.

وحسب مصدر اتحادي من داخل فريق مستشاري الحزب على مستوى عمالة فاس، فإن البوصيري أصبح فعلا معزولا داخل الحزب، حيث فقد دعم زملائه من المستشارين بما في ذلك أولئك الذين نجحوا في لائحته على مستوى مقاطعة جنان الورد، حيث أكدت ذات المصادر أن منتخبي الاتحاد يعتقدون أن البوصيري أضر كثيرا بصورة الحزب وأساء لمجهوداتهم من خلال تكرار هفواته وكثرة خرجاته الإعلامية غير المحسوبة.

نفس المصدر أكد أن الحزب يعيش استقرارا منذ مدة تحت القيادة الإقليمية الحالية، والبوصيري يريد أن يتحكم في الحزب ويسخره كذرع في مواجهة خصومه، وهو ما لا يمكن لأن الاتحاد الاشتراكي هو حزب تاريخي وله مؤسساته التقريرية وليس حزب الشخص الواحد، خاصة إذا كان هذا الشخص ليس ابنا شرعيا للحزب وعرف بتنقلاته بين الهيئات السياسية مع كل استحقاق انتخابي يضيف ذات المصدر.

وبدوره لم يفوت جواد شفيق الفرصة واختار الرد على اتهامات البوصيري وأنصاره علانية عبر صفحته على موقع فيسبوك، حيث كتب ردا على تقارير إعلامية تحدثت عن قرب سحب البوصيري البساط من تحت أقدامه قائلا :”سير ، سير ، سير …. الحمد لله على خبار الخير آش دانا لشي خطر أو دمار …ما طلبتي غير الموجود : المقر مفتوح ، والمناضلين موجودين ، و ما كذبتيش منين قلتي الانتكاسة “راك غادي بنا ليها ” ، و فعلا بديت كنحس بأن المدينة كلها : مواطنين ، و ناخبين ، و منتخبين ، و منتخبات بارزات ، و مقاولين ، و مستثمرين و إعلاميين و مثقفين ، و سلطات ، و شبان و شيوخ و شابات ، و حلفاء ، و شركاء ، و كل الاتحاديين ، و الإنس و الجن و الحيوان ..كلهم متعلقين بك و ملتفين حول شخصك، فعلى بركة الله ، تفضل لتنقذ حزبك ، منا أولا ، و من المتربصين ….و سنكون لك إن شاء الله من الداعمين .
رد الحديد حديدك و سوgو بيدك ، و دير كل دقيقة بيان تضامن مع راسك واسمح لينا إذا كنا قد قصرنا أو فرطنا فشي حاجة”.

وأضاف شفيق قائلا:” فالأخير ، كنقول للمناضلين، و خصوصا اللي رافقوني فهاذ الرحلة ، الحمد لله جاب الله اللي يهز علينا هاذ الحمل الثقيل ، نخويوا البساط بكل أريحية قبل ما يتسحب من تحت رجلينا، و ندعيوا مع خونا اللي غادي يخلفنا : الله يجيبلك التيسير و يخرج سربيسك على خير “.

الصراع الدائر داخل حزب الوردة داخل عمالة فاس بلغت ارتداداته إلى قيادة الحزب بالرباط، حيث أكدت قيادية اتحادية ل”خبايا نيوز”، أن قيادة الحزب تتابع عن كثب ما يقع داخل الحزب بفاس، مشددة على أن حزب الاتحاد الاشتراكي هو حزب مؤسسات والقيادة الوطنية ستنتصر للشرعية المؤسساتية.

وأضافت المتحدثة ذاتها، أن حزب الاتحاد الاشتراكي يحترم جميع مؤسسات الدولة ولا يمكن في الوقت الراهن إبداء أي رأي في القضايا التي يتابع فيها البوصيري، مشددة على أن مؤسسة القضاء مستقلة ولها القدرة على إنصاف البوصيري إن كان مظلوما، كما يمكن أن تدينه إن كان مخطئا