جهوي

الفاسيون يحسمون موقفهم في الانتخابات الجزئية ويرفضون عودة البيجيدي من النافذة بعدما طردوه من الباب الضيق

من يزرع الريح يحصد العاصفة، هذا ما ينطبق على حزب العدالة والتنمية الذي طرده الناخبون في انتخابات الثامن من شتنبر من الباب الضيق، ويريد العودة عبر النافذة من خلال الانتخابات الجزئية المزمع انعقادها يوم 23أبريل الجاري بدائرة فاس الجنوبية ، متناسيا أن المغاربة حسموا موقفهم مع خطاب التيئيس والعدمية قبل حوالي 3 سنوات مضت.

 

العدالة والتنمية وبعدما قاد البلاد والعباد في عشرية سوداء نحو المجهول على جميع الأصعدة والمجالات، ولفظه الناخبون في انتخابات الثامن من شتنبر، مكبدين إياه هزيمة لم يعشها أي حزب قبله في التاريخ السياسي والحزبي المغربي، حين أسقطته صناديق الاقتراع والديموقراطية سقوطا حرا، وتحول من حزب يملك 125 برلمانيا ويرأس مجالس كبريات المدن المغربية إلى حزب مجهري صغير بالكاد يرى.

ورغم أن الحزب لم يقدم شيئا يذكر للمغرب والمغاربة طيلة 10 سنوات، سوى القرارات المجحفة التي دمرت الطبقة المتوسطة وزادت في مساحة الطبقة الفقيرة، إلا أن منتسبيه وقياداته لم يستوعبوا الدرس الذي لقن لهم في 8 من شتنبر 2021، ويحاولون العودة للواجهة من خلال تبني خطاب التباكي والمظلومية الذي كشف المغاربة زيفه، وتأكدوا أن المصلحة العليا للوطن والمواطن تقتضي، اختيار من يملك رؤية واضحة للإقلاع وإصلاح أعطاب سنوات العدالة والتنمية العجاف .

 

وفي فاس التي توقفت بهاعجلة التنمية طيلة 6 سنوات من تدبير هذا الحزب لجماعتها ومقاطعاتها الستة بأغلبية مطلقة، دون أن يقدم أي جواب لأسئلة التنمية والإقلاع التي كان يرجوها المواطن الفاسي، ودن أي خجل يترشح الحزب لانتخاباتها الجزئية بدائرة فاس الجنوبية مقدما وعودا بالتنمية والإصلاح الذي لم يحققه طيلة مدة تسييره لكل المجالس المنتخبة بفاس وبالأغلبية المطلقة، حيث ترك المدينة غارقة في المشاكل وتعاني اختلالات كبرى في معظم المرافق (النقل، النظافة، الاستثمار).

 

 

ولأن الفاسيين لا يمكن أن يقبلوا بأن ينطلي عليهم خطاب المظلومية واللطميات، وأن يلدغوا من الجحر مرتين، فيبدوا أنهم حسموا موقفهم واختيارهم خلال الانتخابات الجزئية بدائرة فاس الجنوبية، بعدما أنزلوا مرشح هذا الحزب وحملته الانتخابية المنزلة التي تليق بهم، وتركوهم على الهامش يصيحون في الأزقة والشوارع دون تفاعل .

نتائج يوم 23 أبريل الجاري معالمها بدأت تتضح بل أصبحت جلية في ظل عزم ساكنة مقاطعات جنان الورد، أكدال، سايس، وجماعات عين بيضة، أولاد الطيب، سيدي حرازم، على تأكيد اختيارهم في الانتخابات الماضية والتصويت لصالح من يرفع شعار الإصلاح في العمق ، يعمل دون كلل ولا ملل على جعل مدينة فاس وجماعات أحوازها في صلب السياسات العمومية الرامية إلى النهوض بالمدن الميتربولية الكبرى، بعيدا عن خطاب التيئيس والعدمية.

إن حزبا لفظته صناديق الاقتراع خلال انتخابات الثامن من شتنبر، وعاد المغاربة وفي كل الانتخابات الجزئية التي عرفها المغرب خلال 3 سنوات الماضية ليؤكدوا رفضهم له، لا يمكن للفاسيين وهم أهل السياسة والنباهة لا يمكن أن يقبلوا بعودته إلى المشهد وسيضعونه مرة أخرى في حجمه الطبيعي الذي يتلائم مع ما أقدم عليه من كوارث خلال مرحلى تدبيره للمغرب ومدينتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى