أبرزها “سيتي باص” و”تفويضات لضحايا الهدر المدرسي”.. الأخطاء الخمسة لعمدة فاس في خمسة أشهر
خبايا نيوز – طاليس الحسوني
لا أحد في مقدوره أن يدعي العصمة والكمال، فكل ابن آدم خطاء لكن خير الخطائين التوابون، والإنسان في مساره الحياتي يتعرض للكثير من المراجعات، كما يتعرض لكثير من تكرار المواقف المتشابهة، ولذا لابد –على قدر استطاعته- أن يتعلم من هذه المواقف فلا يقع فيها مرة تلو الأخرى، وكما قال صلى الله عليه وسلم:{ لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين} (البخاري)، وهو ما انطلق منه الخليفة عمر بن الخطاب –رضى الله عنه- حينما قال: {لستُ بالخِبِّ، ولا الخِبُّ يَخدعُني}، ولذا حث الإسلام أبنائه على أن يتحلوا بحسن الحنكة والحس القيادي خاصة لمن يتصدرون قيادة العباد.
خلال الخمسة أشهر الأولى يظهر جليا أن عمدة فاس عبد السلام البقالي لم يستفد شيئا من تجربته السياسية، ولا حتى من أخطاء من سبقوه في تسيير وتدبير المجلس الجماعي لفاس، والأكثر من ذلك فقد كان الرجل شريكا أساسيا مع هؤلاء الذين تعاقبوا على تسيير العاصمة، شباط لولايتن عن حزب الاستقلال والأزمي لولاية واحدة عن حزب العدالة والتنمية.
وتعددت أخطاء عمدة فاس عبد السلام البقالي خلال الخمسة الأشهر الأولى، منذ انتخابه على رأس المجلس الجماعي للعاصمة العلمية.
وأستعرض في هذه الافتتاحية أبرز خمسة أخطاء للعمدة البقالي والتي أعتبرها كارثية وقاتلة وسيكون لها وقع سلبي على مصالح البلاد والعباد.
أولا : تدبير خاطىء لملف شركة city bys:
في قراءة متأنية لملف “سيتي باص”، أتساءل ماذا يريد عمدة فاس بالضبط؟ هل حقا يفكر في مصلحة المواطن؟ أو أن هناك معطيات نجهلها تمنح للبقالي ومن معه الصلاحية لإحراج الشركة أمام ساكنة فاس وطلبته، رغم أنها أكدت في بيان لها، توصلت به الجريدة، أن يدها ممدودوة لتحسين خدمات الحافلات.
وتحدث مسؤولو “سيتي باص” عبر نفس البلاغ أن المجلس الجماعي وعمدته لايحاولون إيجاد حل، بل يدفعون الشركة للإفلاس لغرض في نفس يعقوب، فيما أظهر البقالي عنادا كبيرا وهو يدبر هذا الملف لا من الناحية القانونية والادارية، إذ حسب مصادر مقربة من العمدة، فالأخير همه الوحيد هو إخراج الشركة من فاس واستقدام أخرى في أسرع وقت لأسباب يعلمها البقالي وحده.
ثانيا : منح صلاحيات كبرى لضحايا الهدر المدرسي من نوابه المقربون:
من أبرز الأخطاء، والتي جعلت من المرافق الحيوية بمدينة فاس، مكانا للفوضى والعشوائية، هو منح التفويض لنواب ليس لهم القدرة على تسير مرافق القرب وخلق التوازن المنتظر، لينتج لنا توزيع هذه التفويضات العشوائية اصطدامات كبيرة وصلت إحداها إلى القضاء ويعتبر المواطن هو المتضرر الوحيد من هذا الأمر.
ثالثا : التخلي عن مناضلي حزب التجمع الوطني للاحرار ومشروع الحزب وطنيا:
لا أظن أن عمدة فاس تعود على فكرة أنه من الأحرار، فالرجل لم يكثرت نهائيا لأي مشاريع أطلقتها الحكومة الذي ينتمي إلى حزب رئيسها، فصفحته الرسمية لم تشر ولو مرة واحدة أنه منتمي للأحرار وحتى صفحة الجماعة لم تعر اهتماما للمشاريع التي تطلقها الحكومة، كان آخرها برنامج فرصة، فهذا الإهمال والتناسي قد يدفع ثمنه غاليا ساكنة فاس التي وثقت في مناضلي الأحرار وصوتت لهم، ليجدوا أنفسهم أمام عمدة نال الكرسي في 5 أيام، ومن مصادر قريبة منه فالرجل لا يعرف حتى أسماء مستشاري ومنتخبي حزبه ويجهل من هم وماهي صفاتهم ومهنهم.
رابعا : ظهور شاحب في دورات المجالس وفي خرجاته الاعلامية:
لم يستطع عمدة فاس في خرجاته الإعلامية أن يكون مقنعا، ففي إحدى حواراته مع موقع الكتروني تجاوز 30 دقيقة، لم أستطع استعاب ماذا يريد العمدة قوله وما هو مشروعه أصلا، وهل حقا جهز العدة ليكون المسؤول الأول عن ساكنة فاس، ليزيد الأمر سوء بعد كلامه المتناثر والمبعتر بدورة المجلس، ليجد البقالي نفسه أمام حملة من السخرية كونت قناعة لدى ساكنة العاصمة العلمية أن رئيس مجلسهم لايتقن فن التواصل وليس هو رجل المرحلة التي راهنت عليها الساكنة لإنقاذها من فشل من سبقوه.
خامسا : هل عمدة فاس هو من يسير العاصمة العلمية أم أنه مجرد صورة فوق حائط؟
هذه النقطة بالأساس سأخصص لها افتتاحية كاملة لأن شرحها يطول، ونقاشها سيكون مسؤول، ولكن المؤكد لحدود كتابة هذه الأسطر فعمدة فاس ليس رئيسا لكل المصالح ولكل الخدمات، والقرار لايكون له وحده، بل هناك أطراف تتحكم في العملية السياسية الحالية، وقد تتطور الأمور خلال الأيام والشهور القادمة لنجد عمدة لا يحمل من المنصب سوى الاسم.