طريق يفاقم عزلة ساكنة دواوير بجماعة سيدي العابد

“مع نزول أولى قطرات المطر، نعود معزولين عن العالم. نحن نعيش في مغرب غير ذلك الذي نراه على شاشات التلفاز”، بهذه العبارة القاسية والمعبرة، استهل عبد الواحد، أحد أبناء “دوار الكرارمة” التابع للنفوذ الترابي لجماعة سيدي العابد بإقليم تاونات، حديثه عن معاناة سكان دواره ومجموعة من الدواوير المجاورة بسبب مقطع طرقي يمتد على مسافة عشرة كيلومترات، حوّل حياتهم إلى عذاب شبه يومي، خاصة في فصل الشتاء.
وحسب شهادات عدد من سكان دواوير جماعة سيدي العابد، فإن تجاهل المسؤولين ونهجهم سياسة الآذان الصماء دفع الأهالي إلى الخروج في مسيرة احتجاجية، أمس الإثنين، متحدّين قساوة الطقس، وذلك للمطالبة بفك العزلة عن دواويرهم وإصلاح الطريق التي تربطهم بالعالم الخارجي.
ووفق مصدر لجريدة “خبايا نيوز”، فإن مظاهر التهميش والحرمان في دواوير جماعة سيدي العابد جعلت حياة السكان شبه مستحيلة، حيث لا يزالون محرومين من أبسط حقوقهم في التنمية والحياة الكريمة، مشيرا إلى أن الساكنة وأمام هول ما تعانيه مع هذا المقطع الطرقي، اختزلت مطالبها في إصلاحه فقط رغم المشاكل الأخرى التي تعاني منها.
وأوضح المصدر نفسه أن المقطع الطرقي المتهالك، الذي يمتد حوالي 10 كيلومترات، أصبح يعرقل التنقلات اليومية للسكان سواء للعمل أو لقضاء الأغراض الضرورية، مؤكدًا أن الحاجة باتت ملحّة وعاجلة لإصلاحه، لما يترتب عن حالته الحالية من أضرار اجتماعية واقتصادية جسيمة.
وأضاف المتحدث أن السكان مستاؤون من الحالة السيئة للطريق، والتي تهدد سلامة السائقين وتلحق أضرارًا ميكانيكية جسيمة بالمركبات، كما أشار إلى أن هذا الوضع يساهم في تفاقم ظواهر اجتماعية خطيرة، مثل الهدر المدرسي، حيث يجد التلاميذ صعوبة في الوصول إلى مدارسهم، إضافة إلى اضطرار النساء إلى الولادة خارج المؤسسات الصحية، بسبب تعذّر الوصول إلى المستشفيات.
كما أشار المصدر إلى أن المسالك الوعرة والوديان التي تقطع الطريق تزيد من عزلة السكان خلال موسم الأمطار، ما يجبر العديد من التلاميذ على مغادرة مقاعد الدراسة، ويعيق وصول المرضى إلى المستشفيات، ويشلّ الحركة التجارية والاقتصادية في المنطقة