بحيرة عين السبع… والإهمال اللامنتهي
أول ما يلفت المار، بجانب بحيرة عين السبع بالدار البيضاء، شكلها الخارجي ومساحتها الكبيرة الشاسعة، تجعل كل من يمر بجوارها يتوق إلى ولوج أعماقها والتوهان داخلها لاستنشاق هوائها النقي.
فعند مدخل البحيرة، تجد الباعة المتجولين، نساء ورجالا، متراصين بالممر، منهم من يبيع البالونات أو اللعب ومنهم من يبيع مكسرات ورقائق البطاطس.
وهناك، بمجرد أن تصل إلى وسط الحديقة، تتعرف على بحيرة حزينة مهملة، بحيرة تملؤها النفايات وقنينات البلاستيك وأغصان الأشجار المكسورة، وبجنابها مقاعد مكسورة، وعشب أخضر يميل إلى الصفرة من فرط الإهمال وحرارة الشمس.
وأمام هذا الوضع المزري هناك أسئلة عدة تطرح نفسها بقوة، من قبيل ، من السبب في كل ذلك؟ هل هم المواطنون؟ أم المجالس المنتخبة وعمال النظافة؟
تصعب تبرئة أي طرف، الكل مسؤول على ما يبدو، فكيف يعقل أن يلقي المواطنون قماماتهم بعد الإنتهاء من النزهة دون مبالاة؟ المفروض أنهم استمتعوا بفضل الحديقة، وكيف لعمال النظافة أن يغضوا النظر عن كل هذه القمامات؟ كيف للجماعة المحلية أن تترك الحديقة دون عناية أو مراقبة، ودون تعيين رجال أمن للسهر على نظافة الحديقة وحفظ جماليتها؟
وأمام كثرة الأسئلة وغياب الأجوبة، ارتفعت الأصوات المطالبة بضرورة تدخل الجهات المسؤولة عن هذا الفضاء الإيكولوجي ، قصد إعادة الاعتبار له، والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه تخريبه أو الإساءة لجماليته.
تبقى المساحات الخضراء هي المتنفس الوحيد للعامة، لذا يجب على الدولة الإهتمام بكل الغابات والحدائق وإعادة إصلاحها و هيكلتها، وتخصيص أماكن خاصة للرياضة، ووضع فضاءات للأطفال كي يجدوا متنفسا للتفريغ طاقاتهم خصوصا الفئة المتوسطة والهشة، التي لا ملاذ لها سوى الحدائق والبحيرات.