جهوي

تأخر أشغال ترميم المسجد الأعظم يجر التوفيق للمساءلة

وجّه النائب البرلماني أحمد عبادي، عن فريق التقدم والاشتراكية، سؤالًا إلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، بشأن أسباب تأخر إكمال أشغال ترميم المسجد الأعظم بمدينة تازة.

 

وفي سؤاله الذي اطلعت عليه خبايا نيوز أكد عبادي أن المسجد الأعظم، المعروف أيضًا باسم المسجد الكبير في تازة العليا، يُعد منارةً دينية وثقافية وتاريخية، وشاهدًا حيًا على عراقة الحضارة المغربية. فهذا الصرح العظيم، الذي يروي بين جدرانه قصص قرون مضت، لا يزال يحافظ على إشعاعه الروحي والعلمي، ما يجعله أحد أبرز المعالم الدينية والتاريخية على المستويين الجهوي والوطني. وباعتباره تراثًا وطنيًا، يظل المسجد الأعظم رمزًا للهوية المغربية وإرثًا حضاريًا يستوجب الحماية والتثمين.

 

وأضاف عبادي أن المسجد الأعظ يتميز بتصميمه المعماري الفريد، الذي يعكس روعة الفن الإسلامي ودقة الهندسة الموحدية، ومن أبرز مكوناته الثريا العملاقة، المعلقة وسط المسجد، والتي تُعد من أكبر الثريات في العالم العربي والإسلامي، بل وحتى عالميًا. هذه التحفة الفنية، التي يتجاوز وزنها 32 قنطارًا، تمثل نموذجًا للإبداع اليدوي المغربي، إذ تحمل نقوشًا بالخط الكوفي القديم، ما يجعلها مفخرة وطنية تستحق العناية والحفاظ عليها.

 

كما يضم المسجد منبرًا يعود إلى عهد الموحدين، يُعد تحفة فنية قائمة بذاتها، إلى جانب البلاطات الأصيلة، والصحن الواسع، والمكتبة الغنية بالمخطوطات العلمية النادرة، فضلًا عن الأبواب العتيقة، والأسقف المنقوشة، والزليج المغربي الأصيل.

 

وتابع عبادي أن المسجد، مع مرور الزمن، تعرض لعوامل التعرية والتدهور، مما استدعى إطلاق أشغال الترميم والإصلاح منذ سنوات. إلا أن هذه الأشغال لا تزال غير مكتملة، ما يثير تساؤلات عديدة لدى المهتمين بالتراث حول أسباب هذا التأخير الكبير، ومدى مطابقة مواد البناء المستخدمة للمعايير الدولية الخاصة بترميم المباني التاريخية والدينية. إذ تتطلب عمليات الترميم، خاصة في المعالم الأثرية، دقة فائقة ومعرفةً متخصصةً بخصائص المواد والأساليب المعمارية الأصلية، لضمان عدم المساس بأصالة المعلم وقيمته التاريخية.

 

في هذا السياق، ساءل عبادي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية حول مصير أشغال ترميم المسجد الأعظم بتازة والأسباب الكامنة وراء تأخرها، ومدى تطابق مواد البناء، مثل القرميد والزليج، مع المعايير المعتمدة في ترميم المآثر التاريخية. كما طالب بتوضيح التدابير المتخذة لضمان **الحفاظ على جودة وأصالة المكونات الأصلية للمسجد، بما في ذلك الجدران، والأقواس، والقباب، والأسقف، إضافةً إلى الثريا العملاقة، والمنبر العتيق، والأبواب الخشبية النادرة، والأقفال التقليدية..

 

وشدّد النائب البرلماني على ضرورة تتبع الوزارة المختصة لأشغال الترميم عن كثب، لضمان الالتزام بالمعايير المعتمدة، وتفادي أي تلف أو تشويه للمكونات الأصلية للمسجد. كما أكد على أهمية إجراء جرد وتوثيق رسمي لمحتويات المسجد قبل وبعد عمليات الترميم، لضمان الشفافية وحماية هذا الإرث التاريخي الثمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى