الأزمة الاقتصادية تغيب الأجواء الرمضانية عن فاس
فاس دون أجواء رمضانية، هذا هو العنوان البارز لرمضان سنة 2024، فالعاصمة الروحية للمملكة التي كان لها طقوس خاصة تميزها عن باقي مدن المملكة خلال شهر رمضان، أًبحت تعيش ركودا غير مفهوم مع حلول الشهر الكريم، في ظل اختفاء عدد من الأجواء الرمضانية التي كانت تميز المدينة.
فالعارف بفاس وأجوائها الرمضانية، أصبح يجد صعوبة كبيرة في استيعاب اختفاء عدد من العادات التي دأب سكان العاصمة العلمية على القيام بها طيلة الشهر الفضيل من تبادل للزيارات، وتنظيم موائد إفطار جماعية،الحركة التجارية المنتعشة في الأسواق والشوارع.
ويتفاجأ الزائر لمدينة فاس كما ساكنتها بغياب المظاهر الرمضانية عن مركز المدينة، فقبل ساعتين من أذان المغرب تتحول شوارع وأزقة مركز المدينة وقلبها النابض إلى ما يشبه مدينة أشباح، وكذلك الأمر بعد آذان المغرب باستثناء بعض المارة الذين فرضت عليهم ظروف عملهم العودة للعمل أو مرتادي المقاهي.
واقع مركز المدينة لا يختلف كثيرا عن واقع المدينة العتيقة، التي بدورها تعرف ركودا لم تعهده في السنوات السابقة، حيث غابت عنها مظاهر الرواج والحركة التجارية التي كانت لا تتوقف أيام قبل حلول الشهر الفضيل .
عزيز يشتغل في محل لبيع “الشباكية” وغيرها من الحلويات التي لا تكتمل مائدة إفطار الفاسيين إلا بحضورها، أكد لـ “خبايا نيوز”، أن رمضان هده السنة يعرف تراجعا في الحركة التجارية لم تعشها المدينة العتيقة إلا خلال السنة الأولى من جائحة كورونا، مشددا على أن مبيعات المحل الذي يشتغل به تراجعت بما يقارب 40 في المائة مقارنة مع مبيعات آخر رمضان.
وأضاف المتحدث أن تراجع القدرة الشرائية وارتفاع ثمن الحلويات نتيجة ارتفاع بعض المواد الأولية التي تدخل في صناعتها، انعكس سلبا على مستوى الإنفاق لدى الأسر الفاسية، ملخصا الوضع في جملة “الجهد يلا جهد الله والناس مضاربة مع الأساسيات”.
شهادة عزيز لا تختلف كثيرا عن شهادة ياسين الذي يشتغل نادلا بإحدى المقاهي الكبيرة بشارع الجيش الملكي بمركز مدينة فاس الذي اشتكى بدوره لـ “خبايا نيوز” تراجع عدد زبناء المقهى التي يشتغل فيها، مؤكدا أن الشارع الذي كان أحد الشوارع النابضة بالحياة فيما مضى أًصبح شبه مهجور.
بدوره صرح مواطن التقته “خبايا نيوز” بسوق الرصيف، أن ارتفاع الأسعار وتدهور القدرة الشرائية انغكست سلبا على الأجواء الرمضانية بفاس، مصرحا:” من الصباح وأنا ندور لي حطيتي عليها يدك تشويك بالغلا”.