تواصل غائب وتعتيم متعمد.. ما الذي يخيف أكاديمية فاس مكناس من الصحافة؟
تعتبر الصحافة شريكًا أساسيًا في نقل الحقيقة، وتعزيز الشفافية، وبناء جسور التواصل بين المؤسسات والجمهور. لكن يبدو أن هذه الأهمية مغيبة عن القائمين على التواصل في الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس مكناس، حيث تظهر العلاقة بين الأكاديمية والصحافة الجادة متوترة، أو على الأقل يغلب عليها الحذر والتعامل المزاجي.
هذه الملاحظة برزت بشكل واضح خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي، محمد سعد برادة، إلى مدينة فاس. الزيارة شهدت برنامجًا غنيًا بالأنشطة، من زيارات لمؤسسات الريادة إلى تدشين مؤسسات جديدة، لكنها رغم أهميتها أحاطها القائمون على التواصل بالأكاديمية بالكثير من السرية والتعتيم. ولم يكن للصحافيين أن يعلموا بها إلا من خلال اجتهاداتهم الشخصية وبعض التسريبات من الفريق المرافق للوزير، ليبقى السؤال: ما الذي يدفع المسؤولين في الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس مكناس إلى هذا الحذر من الصحافة؟ ولماذا يقتصر تواصلهم معها على إصدار بلاغات جافة مليئة بالأرقام التي لا تعني شيئًا للمواطن البسيط؟.
الانفتاح على الصحافة الجادة لا يعني بالضرورة تسليط الضوء فقط على الانتقادات أو إبراز النقائص، بل يمثل فرصة لتوصيل الإنجازات للجمهور وتعزيز الثقة بين الأكاديمية والمجتمع خاصة أن القطاع حساس ويمس كل الأسر المغربية. فالصحافة يمكن أن تكون وسيطًا فاعلًا يربط بين تطلعات المجتمع وأهداف الأكاديمية ومن خلفها الوزارة.
إنالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس مكناس تتحمل مسؤولية لا تقتصر فقط على تدبير قطاع التعليم، بل تشمل أيضًا بناء علاقة إيجابية وشفافة مع وسائل الإعلام. عبر التواصل الفعال مع الصحافة الجادة الذي يبقى ليس مجرد خيار، بل ضرورة لتعزيز الثقة المتبادلة ودعم لحق المواطن في المعلومة.
اليوم، بات من الضروري أن تتبنى الأكاديمية نهجًا أكثر انفتاحًا وجرأة، بعيدًا عن الأساليب التقليدية التي تعتمد على السرية. النجاح لا يتحقق في الظل، بل في وضوح الرؤية وشفافية الأداء.