أبو عمار
يبدو أن العلاقة يين بعض القيادات التاريخية لحزب العدالة والتنمية، وصلت إلى الباب المسدود، بعدما وصل التراشق والتلاسن بينها، إلى المواقع الإخبارية الإلكترونية ، ومواقع التواصل الاجتماعي.
وفي الوقت الذي يحاول فيه الحزب رص صفوفه والعمل على استعادة شعبيته التي أضاعتها عشر سنوات من التدبير الحكومي، اندلع خلاف بين اثنين من أكبر قياداته التاريخية ، وهما أحمد الريسوني ومحمد يتيم .
ووجه أحمد الريسوني، عالم المقاصد، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وأحد القيادات التاريخية لحركة التوحيد والإصلاح الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية،(وجه) اتهامات للقيادة التي أشرفت على شؤون العدالة والتنمية خلال حكومة العثماني ، بالتخلي عن مباديء الحزب وهو ما أثر على نتائج هذه التجربة واصفا حصيلتها بالضعيفة.
اتهامات أحمد الريسوني ، رد عليها محمد يتيم الوزير السابق، في تدوينة على صفحته الرسمية على “فايسبوك”، قائلا أن مشاركة العدالة والتنمية في الحكومة الماضية تمت داخل شروط دستورية معروفة فيها حدود الصلاحيات وفيها صلاحيات سيادية.
ورد يتيم على الدكتور الريسوني قائلا : “والسؤال الذي يطرح نفسه لو كان الأمر كما ذهب إلى ذلك الدكتور الريسوني، لماذا لجأ خصوم الحزب لاستعمال حيل قانونية من قببل القاسم الانتخابي من أجل إسقاطه انتخابيا في مهزلة الثامن من شتنبر ليس فقط في الانتخابات التشريعية بل في الانتخابات المحلية التي كان أداء مستشاري الحزب ومنتخبيه نموذجا غير مسبوق على مستوى الحكامة ونظافة اليد والإنجاز .؟؟”.
واعتبر يتيم لجوء من وصفهم بخصوم الحزب للحيل القانونية ، هو ما جعل من نتائج الحزب في 8 شتنبر نتائج عجيبة وغريبة وغير قابلة لتفسير منطقي يعكس كسب الحزب وموقعه الانتخابي والسياسي… كما عبرت عن ذلك بلاغات الحزب وتزيد الأيام تأكيد ذلك حتى إن كثيرا ممن قالوا بغير ذلك عقب الانتخابات من داخل الحزب وخارجه، سرعان ما عادوا يؤكدون غرابة نتائج اقتراع الثامن من شتنبر، على حد تعبير يتيم دائما.
وأضاف يتيم مخاطبا الريسوني قائلا : “اليوم يأسف المواطنون دكتورنا الفاضل على التفريط في تجربة العدالة والتنمية ويترحمون على حكومة العثماني !!، كما يتأسفون ويترحمون على تجربة الحزب في تدبير الجماعات التي يقر الريسوني أنه ليس على علم بتفاصيلها !! “.
وأبرز يتيم في رده على الريسوني ما وصفها بالأسباب التي أدت إلى إضعاف تجربة العدالة والتنمية،، منها أسباب خارجية وأخرى داخلية حيث قال الوزير السابق ، من بينها مساعدة عدد من أبناء المشروع للمتربصين بالحزب من خلال سفك دم حكومة العثماني… ضاربا المثل بإعلان المتكلمون من بعض فضلاء الصحابة، في الخليفة عثمان بن عفان، كما ورد عن الصحابي أبي معبد عبدالله بن عكيم الجهني قال: لا أعين على دم خليفة بعد عثمان، قيل له وأعنت على دمه ؟ فقال إني لأرى ذكر مساوئ الرجل عونا على سفك دمه”.
وأنهى يتيم رده على الريسوني قائلا : “فرحم الله عثمان بن عفان الذي اغتيل وأريق دمه على المصحف رافضا أن يحيط نفسه بحراسة… وذهب عند ربه شهيدا، ورحم الله العثماني شاهدا حيا ناطقا بسلوكه ورافضا الرد والجواب على من أعانوا على السفك المعنوي لتجربة الحزب في التدبير خلال الولاية الثانية !!”.
يذكر أن محمد يتيم كان يحسب على تيار الاستوزار داخل العدالة والتنمية، وهو التيار الذي كان يضم وزراء الحزب إضافة لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني، وهو التيار الذي لاحقته اتهامات من قواعد البيجيدي بالتنازل على مرجعية الحزب ومشروعه .