افتتاحية خبايا نيوز

نور الدين اليعقوبي يكتب: أسود الخلافة ” و”ادارة التوحش ”  

هناك نظرية قديمة جديدة في الفكر الداعشي وهي “ادارة التوحش” ،هذه الفكرة تقوم على فكرة محورية هي الوصول الى دول هشة ،ضعيفة،منهارة للسيطرة عليها ،وطبعا السبل السهلة هي التفجير ،التخريب،الميليشيات ،التسليح ،الاغتيالات ،ومن اغرب ما يمكنك قراءته في ادبيات “ادارة التوحش “، هو التحالف الضمني مع الاستبداد ،الديكتاتورية ،الجهل ،التخلف ،مافيات الممنوعات والمخدرات والاتجار في البشر ،لان كل هذه الامراض الاجتماعية تنتج دول منهارة او تساهم في انهيار الدول يمكن السيطرة عليها وطبعا هذا يمر عبر بوابة واحدة ونوافذ عديدة :

 

الباب هو باب الانفصال (التيارات الانفصالية )،وهنا لا غرابة ان يكون الدعم خارجي سواء من عصابة “البوليزاريو ” او من كافلها المتشبع بحقد هزيمة حرب الرمال ، من اجل زعزعة امن واستقرار المملكة الشريفة ،فالصراع الاقليمي ويافطة الانفصال بالمناطق الجنوبية للمملكة تستخدم واستخدمت وستسخدم لدعم الارهاب للنيل من مكانة المملكة الشريفة وزعزعة صورة المؤسسات الدولية عن قدرة وجاهزية واحترافية المؤسسات السيادية الساهرة على الامن والاستقرار خاصة وان المغرب مقبل على تظاهرات عالمية اشعاعية ذات بعد كوني واهداف اقتصادية وتنموية كبرى، ابرزها كاس افريقيا نهاية هذا العام وكاس العالم 2030 وما ادراك ما كاس العالم لكرة القدم .

 

والنوافذ عديدة أبرزها، الميليشيات المسلحة ،التيارات الدينية المتشددة ،التيارات العرقية والقومية المتطرفة،الجماعات المنظمة سواء حزبية او خيرية او اجتماعية تاسست على اسس غير وطنية …وهنا الامثلة كثيرة لكنها بعيدة عن التربة المغربية وحتى ان حاول البعض استنساخ بعض التجارب لاستنباتها في الواقع المغربي فلن تنجح وسيكتب لها الفشل، لان المغرب له نسيم البحر الابيض المتوسط والمحيط الاطلسي وله رياح الصحراء شرقا وجنوبا ،لان المغرب محصن باصوله الاصيلة وبتوافقه الضارب في التاريخ وفي الجغرافيا ،لان المغرب محصن بدعاء الاولياء والصالحين ،لان المملكة الشريفة محصنة بملك شريف من ملك شريف يمتد للنبي صل الله عليه وسلم وكل هذا الارث يحمي المغرب من عظيم المنزلقات ولا غرابة ان يتجدد الرباط والبيعة والقومة في العصر الحديث ويندمج العرش والشعب ويطردا الاستعمار وارهابه …

 

ان “ادارة التوحش ” من طرف “اسود الخلافة ” إنطلق من منطقة الساحل التي تجتمع فيها كل شروط الحاضنة للارهاب الإقليمي،حيث الحركات المسلحة والميليشيات والانفصال و الانقلابات والمرتزقة والقباءلية والعرقية والطائفية الدينية وكذا طرق التهريب الدولي والمافيات الدولية المرتبطة بالاقتصاد الاسود من سلاح ومخدرات وممنوعات ، الى جانب الارهاب الدولي وهذا له حديث خاص حيث يختلط الحابل بالنابل وتتشابك فيها المخابرات الدولية وتتعارض لدرجة تشكل ارهاب دولي منظم يستهدف الدول والاشخاص والمؤسسات، اعود واقول ان الارهاب الاقليمي حيث اصبحت منطقة الساحل الحضانة و الحاضنة لتفريخ وتمدد الفكرة الداعشية من اجل التحول الى ارهاب محلي لزعزعة الاستقرار ونشر الفوضى كبداية لدعم اطماع الانفصال والمرتزقة ودعاة الاوهام واطماع المرضى بالمغرب وسراق الاوطان …

 

ان فكرة اليقظة الأمنية المبكرة للتصدي لمن يحاول التفكير في نقل الارهاب الى المغرب تحت اي يافطة هي الصواب والمؤسسة الاستخباراتية الوطنية تحت قيادة واشراف عبد اللطيف حموشي اتقنت عملها في تفكيك الخلايا في مهدها قبل تحولها الى فعل مادي ارهابي يوقع الاذى في ارواح واملاك المواطنين وهذه بعض الارقام كاشارة للذين يشككون في عمل واحترافية الاجهزة الامنية الوطنية :

_2000 عملية امنية ضد الارهاب منذ عام 2003

_حوالي 500 خلية ارهابية منذ عام 2003

_90 في الماء من العمليات الارهابية تم وادها في مهدها .

_30 دولة متعاونة مع المغرب في ملفات محاربة الارهاب .

_10 اتفاقيات دولية للتعاون الأمني.

والباحث المختص المراقب لتفكيك الخلايا وتوفير الكم الهاءل والتقني والحرفي للمعلومات يقف احتراما لجهاز الاستعلامات (سواء الداخلية او الخارجية ) فانا اتعجب من الذين يشككون في هذه المنجزات والجميع (بما فيها اعتى المخابرات العالمية ) يشهد بحرفية المؤسسة الامنية الوطنية بقيادة الحموشي وكانهم لا يرون الارقام ولا العمل ولا الاستقرار الواقع واقعا، فهل ينتظرون السيارات المفخخة والاغتيالات المنظمة ودخول العصابات الانفصالية الى مدننا في الجنوب حتى يصدقوا ان هناك تيارات جرامية وارهابية تؤمن بالعنف بكل أشكاله للوصول لاهدافها الخبيثة .

 

اخيرا وليس اخرا فلن تكون خلية “اسود الخلافة في المغرب الاقصى ” الخلية الاخيرة لاننا نعلم يقينا ان الاقليم خاصة منطقة الساحل غير مستقر والاطماع والحسد يحوط بنا من كل جانب، لكن من نافل القول ان المغرب متفاعل على جميع الاصعدة والمستويات وهو ومؤمن ان الفكر الارهابي يجابه بالفكر السليم وان الارهاب يحارب بالثقافة والعلم والتنمية المستدامة (والامن الشمولي) وبمؤسسات قوية وعلى راسها مؤسسات الاستخبارات حيث اضحت المؤسسات الامنية المغربية خاصة المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني مضرب مثل في النجاح الامني المعلوماتي والاستخباراتي في مختلف الملفات الوطنية والاقليمية والدولية وخاصة الملفات المرتبطة بالارهاب العابر للحدود …

 

ان المعركة اليوم هي معركتنا جميعا للتصدي الى كل من سولت له نفسه المساس بامن وامان واستقرار المغرب شرقا وغربا ،شمالا وجنوبا ،واذا كنا نعرف نقط ضعفنا سواء في علاقتنا بجارنا في الشرق او بالمرتزقة في الجنوب او بعض الملفات الحارقة على مستوى الجبهة الداخلية المرتبطة بالسياسات العمومية والتنمية والهشاسة فاننا ايضا نعرف جيدا نقط قوتنا وهي عديدة ومتنوعة اولها الثوابت الوطنية المنقوشة في الشعار الخالد :

الله الوطن الملك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى