عندما يتحالف الفقر وندرة الحطب ضد ساكنة الأطلس هكذا يكون الواقع المعاش!
Khabayanews.ma
مع بداية كل فصل شتاء في قلب جبال الأطلس العميق، هناك العديد من الأسر التي تئن تحت وطأة رحمة الفقر والمناخ القاسي، مع ندرة كبيرة في حطب التدفئة من جهة، وثمنه الباهض من جهة ثانية، مما يجعل الكثير من هؤلاء يمرون بأيام وليالي عصيبة يقاومون تفاقم الأوضاع المعاشة، ويقاومون تحالف التهميش والفقر وصقيع البرد الذي ينخر اجسادهم.
في هذه الفترة من كل سنة يجد عدد كبير من سكان الأطلس المتوسط والكبير، خاصة منهم ساكني اعالي الجبال انفسهم امام وحش البرد، حيث تصبح الحياة عندهم صعبة للغاية كما هو الحال بالنسبة لسكان زاوية احنصال، وسكان بعض قرى تنغير وسكان انفكو بإقليم ميدلت والعديد من المناطق الأخرى، التي يعتمد سكانها على الفلاحة المعيشية، حيث نجد أن الكثير من سكان الدواوير تعيش بالقرب من الغابات إلا أنهم يعانون الويلات في الحصول على حطب التدفئة، وذلك بفعل الحصار المضروب عليهم من طرف مصالح المياه والغابات التي تمنع منعا كليا اجثتاة الاشجار او قطع أغصانها، دون ان تكلف نفسها ايجاد حل بديل لجبر ضرر هؤلاء.
وحسب العديد من التقارير الخاصة بنشطاء في المجال الحقوقي، وما سجلته بعض البرامج والفيديوهات على مختلف منصات التواصل الإجتماعي، فإن سكان المناطق السالفة الذكر والكثير من سكان مناطق اعالي الجبال يعيشون معاناة حقيقة خلال هذا الفصل بعد تساقط الثلوج التي تتسبب في انقطاع العديد من الطرقات والمسالك، حيث يصبح همهم الوحيد توفير الحطب اكثر من توفير الخبز.
وحسب ذات المصادر، فإن غالبية سكان هذه المناطق تعيش اوضاعا اجتماعية صعبة، يئنون في صمت داخل بيوتهم في غياب تام لحلول او بدائل تخرجهم من جحيم هذه الظروف، ينتظرون بشغف كبير قافلات انسانية تنظم من طرف بعض الجمعيات التي تقوم بين الفينة والأخرى بمبادرات تدخل الفرح والسرور على المستفيدين في تلك اللحظات دون أن تغير من واقع حالهم ، ليبقى السؤال المطروح، متى سيتم انهاء معاناة سكان مغربنا العميق؟ وماهي الاجراءات الكفيلة بوضع حد لما تعيش على وقعه العديد من الأسر بكبارها وصغارها بل حتى مواشيها شتاء وصيفا؟
Khabayanews