غير مصنفة

عاشوراء… مناسبة في ذاكرة الكبار وقلب الصغار

 

أسية اسحارت

ألحان مألوفة تصل مسامعك، دندنات تصاحب ضربات الأيادي على “البندير”، ومن بعيد تسرع إيقاعات “التعريجة” في الوصول واستقبالك عند مدخل الأحياء الشعبية، ضحكات وصراخ يؤكدان أن عاشوراء أقبلت، وإن كنت شخصا هادئا يخطو خطواته جنب الحائط لن تروقك ضجة عاشوراء واحتفالاتها الشعبية التي لم يخبو حماس الأطفال في معانقتها.

رغم مرور السنين وتعاقب الأجيال، تبقى طقوس عاشوراء تلتحف شكلها الشعبي في الاحتفال، أب يقلّب دراهمه حتى يشتري بندقية للجندي الصغير في المنزل، وفتاة تتعود مسك “البندير” حتى تجاري رفيقاتها وتكون مستعدة عند المساء أعلى سطح البناية. أسبوع من الصخب والركض يقابله صبر الكبار أمام طاقة الأطفال النشيطة.

وتسرق النساء نصيبهن من المرح في يوم عاشوراء، من خلال إعداد “عشية” مع الأهل والأصدقاء حول مائدة مليئة بما طاب من الحلويات والشاي، احتفاء بعاشوراء على طريقتهن ذاتها التي حافظت على عفويتها.

واذا كان هناك ما يميز عاشوراء في المملكة، سيكون تفاصيل صغيرة تعلو ملامح المارين من الأطفال والشباب، لأنها تعكس ماضي الكثيرين ممن كبروا على ذات الطقوس واللحظات، التي لم تمحوها التكنولوجيا والتطبيقات الذكية.

ورغم أن هناك جانب مظلم يلوث بهجة هذا اليوم، من جلسات الشعوذة والسحر التي تستغل هذه المناسبة في العبث في حياة الأفراد والتمسك بالخرافات والجهل، تظل عاشوراء ليلة تعيد ذكريات الطفولة للكبار وتصنع ذكريات جديدة لأجيال جديدة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى