ساكنة جماعة كلدمان بإقليم تازة تشتكي استنزاف المياه الجوفية وتحذر من خطر بيئي يهدد مستقبل المنطقة
في ظل معاناة مختلف أقاليم المملكة من ندرة المياه، وخاصة إقليم تازة، تشتكي ساكنة جماعة كلدمان من استنزاف غير مسبوق للفرشة المائية، نتيجة الاستغلال العشوائي للمياه الجوفية لري الحقول. وهي الظاهرة التي تفاقمت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، مما يهدد بكارثة بيئية واجتماعية قد تؤدي إلى نضوب كامل للمصادر المائية التي تعتمد عليها المنطقة لتوفير مياه الشرب والسقي للإنسان والحيوان.
وتشتكي ساكنة الجماعة من الانتشار الكبير لحفر الآبار داخل دائرة “الحوض السقوي”، سواء تلك المرخصة أو غير المرخصة. وتتفاقم الخطورة مع استخدام مضخات عالية الصبيب لري مساحات شاسعة تبعد عدة كيلومترات عن نقاط الجلب، مما يؤدي إلى استنزاف سريع للمخزون المائي. وقد أدى هذا الوضع إلى انخفاض حاد في مستوى الفرشة المائية، وصل إلى مستويات قياسية لم تشهدها المنطقة حتى في سنوات الجفاف الشديدة.
كما سجلت فعاليات محلية نضوب عدد من العيون التي كانت تشكل مصدراً رئيسياً للمياه للساكنة المحلية. عيون مثل “عين مشكة”، “عين الدجاج”، “عين السبع”، “عين مروج”، و”عين الفصة”، والتي كانت تتميز بجريان مياهها الدائم، أصبحت اليوم جافة تماماً. هذه العيون، التي كانت توفر مياه الشرب والسقي لسنوات طويلة، تحولت إلى ذكرى بفعل الاستغلال الجائر للمياه الجوفية.
وما يزيد من قلق الساكنة هو ما تصفه بالصمت المريب للجهات المعنية، بما في ذلك السلطات المحلية ووكالة الحوض المائي سبو، أمام هذه الممارسات الخطيرة. وفقاً لشهادات بعض السكان، يتم حالياً حفر آبار باستخدام آلة “الصوندا” داخل الحوض السقوي، رغم أن هذا النوع من الحفر ممنوع قانونياً في المنطقة، حتى وإن كان بترخيص، وذلك حفاظاً على المخزون المائي. هذا التجاوز يطرح تساؤلات كبيرة حول دور الجهات المسؤولة في مراقبة وحماية الموارد المائية.