جهوي

رحلة الروح من وادي سبو إلى أفق الإبداع قصة الفنانة التشكیلیة مریم صبار

في عالم الفن، تتلاقى الألوان والأشكال لتروي قصة تتجاوز حدود الزمان والمكان، تتأرجح بین عوالم الجمال والمشاعر، تطفو على سطح الواقع لتنیر عقولنا وتلامس قلوبنا. وفي ھذا العالم الجمیل، تتألق الفنانة التشكيلية مریم صبار بإبداعھا وحسھا المتمیز، ترسم لوحات تخاطب الروح وتحاكي الخیال، تنقلنا إلى أبعد الأبعاد بمھارات فنیة تتجلى في كل تفاصيل لوحاتها.

لكل فنان قصة، قصة ترتبط بروحه وتعبر عن مساره الفني. وفي بدایة ھذه القصة، تنطلق شمعة الإبداع لدى مریم صبار، ابنة مدینة القنیطرة، من وادي سبو إلى أفق التمیز، منذ أن كانت طفلة تتلاعب بالألوان والأشكال كما تشاء، دون قیود أو حدود، فالفن في عالم الطفولة لا یعرف إلا لغة الحریة والتعبیر. إذ كانت بدایة رحلة الفنانة التشكیلیة مریم صبار ھي تلك اللحظات البسیطة، عندما كانت تجلس بجانب نافذة غرفتھا وتحلم بعوالمھا الخاصة، مستخدمة

الألوان لترسم مشاھد السعادة والأمل التي تتأرجح في خیالھا البريء.

مع مرور الوقت، وخصوصا بعد تخصصھا في مجال الھندسة الداخلیة، التي منحتھا نظرة أكثر شمولیة وتكاملا للفن، حیث تعلمت كیف یمكن للفن أن یتفاعل مع البیئة المحیطة به وأن یكون جزءا من تجربة حیاتیة متكاملة، تحولت ھذه الأحلام إلى تطلعات حیث أطلقت الروح أجنحتھا لتحلق بین أفق الإبداع وأعماق الوجدان. ھذا التحول الذي یظھر في لوحاتھا من خلال التراكیب الدقیقة والاھتمام بالتفاصیل والقدرة على خلق الانسجام بین العناصر المختلفة. ھنا بدأت معركة الإیمان، معركة الشجاعة والثبات، حیث واجھت مریم صبار تحدیات الحیاة التي اختبرت قدرتھا على البقاء والتألق. كانت ھذه المعركة ھي لحظة تحول في حیاة الفنانة مریم صبار، حیث قررت أن تسلك طریق الفن بكل جدیة واھتمام، تاركة وراءھا كل المخاوف والشكوك، لتعبر بثقة وإیمان نحو عالم الفن الذي ینتظرھا بأبوابه المفتوحة.

في رحلتھا الفنیة، تقول الفنانة مریم صبار أنھا تتغذى من مصادر الإلھام المتنوعة، وتتأمل في جمال الطبيعة وتستلهم إبداعھا من ألوان الحیاة المختلفة، حیث تأثرت بأصداء التراث والثقافة المغربية، ومن خلالھا حد الحضارة الإسلامیة والأمازیغیة والأندلسیة، لتترجم كل ھذا الإلھام إلى لوحات تعكس تجربتھا الشخصیة ورؤیتھا الفنیة. إذ تقول مریم صبار: “الفن لیس مجرد ھوایة، بل ھو شغف وحیاة”، فھو یمثل لھا وسیلة للتعبیر عما في داخلھا وما حولھا، ومدخلا

لعالم الجمال والتفاؤل الذي تسعى إليه.

تعتبر الفنانة مریم صبار الألوان لغة تعبیریة، تستخدمها لنقل مشاعرھا وتوجيه رسالتھا، فالألوان الزاھیة تعبر عن الفرح والحیاة، بینما الألوان الداكنة، وبالرغم من استخدامھا بشكل أقل، إلا أن لھا دورا مھما في تعزیز التباین وإبراز جمال الألوان الفاتحة. فالألوان الداكنة في نظر مریم صبار تضیف عمقا وظلالا تجعل اللوحة أكثر غنى وتفصیل. فمع كل لوحة، تتحدث الفنانة مریم صبار بلغة الألوان عن قصة الحیاة، لتروي تجربتھا الشخصیة وتعبر عن

مشاعرھا بأسلوب فني ینبض بالحیاة والإبداع.

في الأفق، تطمح مریم صبار إلى أن تكون لوحاتھا مصدر إلھام وتفاؤل، وتأمل إلى مواصلة استخدام الفن كوسیلة للتواصل مع الناس، لنشر رسالة الأمل والجمال. بالإضافة إلى سعیھا للمشاركة في مشاریع فنیة مجتمعیة وتعلیمیة، للمساھمة في نشر الوعي بأھمیة الفن ودوره في تحسين جودة الحیاة وجعله جزءا من حیاتھم الیومیة.

لتختتم رحلتھا معنا بمجد وتألق، حیث یبقى إرثھا الفني خالدا ومشھودا، یروي قصة حیاتھا ویحمل رسالتھا إلى العالم، رسالة من التفاؤل والأمل، تلھم الآخرین وتشعل شرارة الإبداع في قلوبھم. وھكذا، تبقى الفنانة التشكیلیة مریم صبار شاھدة على جمال الحیاة وروعة الإبداع، تنیر درب الفن بإبداعھا وتترك بصمتھا في عالم الجمال والروحانیة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى