رئيس مجلس عمالة فاس أول الساقطين في امتحان الجدية التي دعا لها الملك محمد السادس في آخر خطاب له
يبدو أن بعض المنتخبين ممن ابتلي بهم المواطن الفاسي في بعض المجالس المنتخبة أصبحوا عالة على الدولة وتوجهاتها الكبرى، مناسبة هذا الكلام المجزرة المرتكبة في حق مبدأ تكافؤ الفرص والشفافية من طرف مجلس عمالة فاس ورئيسه التازي حسن شلال خلال عملية اختيار الجمعيات المستفيدة من المرحلة الرابعة من برنامج أوراش.
ففي الوقت الذي ما فتئ عاهل البلاد الملك محمد السادس يؤكد في كل خطابته على ضرورة القطع مع المحسوبية والزبونية، وتبني الكفاءة عند اختيار أي شخص أو هيئة لخدمة الصالح العام، نجد أن مجلس عمالة فاس سقط سقوطا مدويا خلال اختياره للجمعيات التي استفادت من برنامج أوراش في مرحلته الرابعة، وذلك حين آثر منطق المحاصصة والولاء الحزبي في اختيار الجمعيات.
والمثير في الزوبعة التي أثارها مجلس عمالة فاس منذ نهاية الأسبوع الماضي، أنها تزامنت مع الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لعيد العرش، والذي طالب فيه المسؤولين في جميع المؤسسات برفع شعار الجدية في تعاملها مع قضايا المواطن والوطن، لكن لمجلس عمالة فاس ورئيسه رأي آخر، حين اختاروا زرع الكثير من التشاؤم والغضب في صفوف الفعاليات المدنية في العاصمة العلمية، وأكثرهم من فئة الشباب الذين دعا الملك محمد السادس لئلائهم عناية خاصة.
وليؤكد مجلس عمالة فاس ورئيسه معاكسة التوجيهات الملكية فقد جاءت لائحة الجمعيات المستفيدة من برنامج أوراش في مرحلته الرابعة حبلى بتضارب المصالح، حين تفاجأ الرأي العام الفاسي بوجود أسماء جمعيات يرأسها منتخبين أو لهم عضوية فيها، كما ضمت اللائحة جمعيات لم تتقدم بملفها مكتملا لكنها استافدت، فيما أقصيت جمعيات استوفت جميع الشروط.
اليوم وقد وقع ما وقع، فإنه لا محيد عن المحاسبة، محاسبة من يزرعون اليأس في صفوف الشباب الفاسي ومجتمعه المدني، محاسية من اختاروا منطق الوزيعة عوض منطق الجدية الذي دعا له الملك محمد السادس في آخر خطاب له.