المبادرة الوطنية تطلق برامج تنموية للنهوض بسلاسل إنتاج التعاونيات بتاونات
أولت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتاونات في مرحلتها الثالثة عناية خاصة للنهوض بسلاسل الإنتاج المحلية للتعاونيات، وتعزيز دعمها ومواكبتها.
وحرصت المبادرة مستعينة ب “فضاء التوجيه ومواكبة الشباب بتاونات” على تحديد القيمة الإنتاجية المضافة لكل الممكنات الطبيعية التي يتميز بها المجال الترابي بالإقليم، ودعم مجموعة من الأصناف ذات القيمة الإنتاجية المهمة على غرار منتوجات النباتات العطرية والطبية، والتين والسياحة واللوز والعسل، وصناعة الدوم والقصب وتربية الأسماك والفروسية والحليب والقنص البري والملح.
فخلال الفترة ما بين 2019 و2023، عملت المبادرة في إطار برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب ضمن محور دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، على دعم ومواكبة 45 تعاونية ضمنها 8 تعاونيات نسائية، بغلاف مالي يناهز 13 مليون درهم، بلغت مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية فيها نحو 7 ملايين و660 ألف درهم.
وقد تم تنزيل هذه المشاريع لفائدة التعاونيات الفلاحية وحاملي المشاريع من خلال تنظيم دورات تكوينية توخت نقل وتقاسم الخبرات والتجارب الضرورية من طرف متخصصين ومهنيين في مجال استغلال الموارد الاقتصادية المحلية من خلال تحسين جودة الإنتاج، مرورا بعملية تثمين المنتوج وصولا إلى عملية التسويق، مما سيساهم في الرفع من قدرة النسيج الاقتصادي بالإقليم.
وفي سياق متصل، تم بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إنجاز مجموعة من المشاريع والعمليات التي تهدف إلى تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، من بينها إحداث فضاء للتوجيه ومواكبة الشباب، وإنجاز دراسة حول سلاسل الإنجاز والقطاعات الواعدة بإقليم تاونات واستفادة مجموعة من الشباب من مشاريع مدرة للدخل بهدف إدماجهم في النسيج الاقتصادي والاجتماعي.
وفي هذا الصدد، تم إعداد تشخيص ميداني لكل تعاونية على حدة بهدف تحليل البيئة الداخلية والخارجية المتعلقة بكل مشروع وتقييم فكرة المشروع المحددة، وتحديد الاحتياجات المالية للتعاونيات ودعم ومواكبة التعاونيات المختارة، إضافة إلى الدعم والمواكبة التقنية لتنزيل المشاريع المصادق عليها من طرف أجهزة الحكامة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أفاد نور الدين البكوري رئيس مصلحة تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب بعمالة إقليم تاونات بأن المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ركزت على دعم محور الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، حيث تم تمويل 45 تعاونية ضمنها 8 تعاونيات نسائية.
وأشار إلى أن تم على مستوى إقليم تاونات التركيز على سلاسل الإنتاج ذات القيمة المضافة التي يزخر بها الإقليم المتمثلة في لنباتات العطرية والطبية والتين والكبار والعسل واللوز والقطاع السياحي، بالإضافة إلى قطاعات أخرى كالقنص والصناعة التقليدية وصناعة الدوم والقصب.
وتابع البكوري أن التعاونيات استفادت من مواكبة قبلية وبعدية ومن عدة تكوينات تهم المجال الإداري والتقني، مشيرا إلى أن بعض هذه التعاونيات بدأت الاشتغال وساهمت في إحداث فرص شغل للشباب.
ومن ضمن التعاونيات الرائدة بإقليم تاونات التي استفادت من دعم ومواكبة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعاونية “زهرة الشمال” بجماعة كلاز المستفيدة من مشروع إحداث وحدة لإنتاج صناديق خلايا النخل في إطار برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب ضمن محور دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
ويندرج هذا المشروع الذي بلغت كلفته الإجمالية حوالي 173 ألف و800 درهم، ساهمت فيه المبادرة بنحو 104 آلاف درهم في إطار تثمين قطاع إنتاج العسل بالإقليم عن طريق خلق وحدة متخصصة في صناعة صناديق النحل بالمواصفات المطلوبة.
ومن ضمن التعاونيات الهامة على مستوى الإقليم أيضا تعاونية “بيو جبلية” بجماعة تاونات المستفيدة من مشروع إحداث وحدة لإنتاج الصابون ومواد التجميل، التي تهدف إلى تثمين الأعشاب الطبية والعطرية التي يزخر بها إقليم تاونات من حيث الإنتاج وإنتاج الصابون البلدي ومواد التجميل بمعايير تستجيب للسلامة الصحية والمعايير الدولية.
كما يروم هذا المشروع، الذي تقدر كلفته الإجمالية ب 500 ألف درهم ساهمت فيها المبادرة ب 300 ألف درهم، الرفع من الإنتاج من أجل تزويد الأسواق المحلية والجهوية والوطنية وكذا الدولية، وتحسين الدخل لأعضاء التعاونية وخلق فرص الشغل.
مثال آخر بارز لنجاح رهان المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على دعم العمل التعاوني، هو مشروع تعاونية الوحدة بجماعة اجبابرة لإنتاج منتجات الدوم والقصب الذي يندرج في إطار الحفاظ على حرفة المنتوجات النباتية بالجماعة وضمان استدامتها من خلال التكوين بالتدرج المهني.
ويتضمن هذا المشروع الذي صادقت عليه اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية في 30 دجنبر 2022، وكلف إنجازه غلافا ماليا إجماليا قدره 301 ألف درهم، ساهمت فيه المبادرة بنحو 180 ألف درهم، ورشتين للإنتاج وقاعة متعددة الاختصاصات وقاعة لعرض وبيع منتوجات التعاونية، ومخزن للتزود بالمواد الأولية وقاعة لفرز وتهييء المواد الأولية ، ومرافق أخرى.
وتم وضع رهن إشارة التعاونية بناية عبارة عن قرية للمنتوجات المجالية تابعة لوزارة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني قصد استغلال مرافقها.
ويتوخى هذا المشروع ، الم نجز بشراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووزارة الصناعة التقليدية وغرفة الصناعة التقليدية ووكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال والمجلس الإقليمي وجماعة اجبابرة، تعزيز تسويق المنتجات والرفع من الإنتاج والجودة وتحسين دخل الفلاحين.